كتب طوني عيسى في “الجمهورية“: “القدَر”، أي موعد الانتخابات الأميركية، هو الذي ساعد ماكرون على النجاح في رهانه والصبر حتى هزيمة اليمين في البيت الأبيض، ومجيء جو بايدن الأقرب إلى منهج التفكير الأوروبي. واليوم، هو يراهن على بناء مرحلة مثمرة من التعاون مع الأميركيين في ما يتعلق بالقضايا الدولية
بين الملفات التي يستعجل ماكرون تحقيق خروقات فيها، الملف اللبناني، لِما لذلك من تأثير على صورته في الداخل الفرنسي. ومع وصول بايدن، حاول ماكرون أن يمرّر طروحاته في لبنان، معتقداً أنّ الأميركيين سوف «يغضّون النظر»، وشجّع الرئيس سعد الحريري على تأمين تغطية داخلية وعربية لذلك.
ولكن، سرعان ما اكتشف ماكرون أنّ المحاولة عقيمة. فصحيح أنّ الأميركيين سيكونون الرقم 1 في قيادة الملف اللبناني وسيعطون الفرنسيين حصةً معينة، لكن الصحيح أيضاً أنّ من المستحيل على الفرنسي أن ينجح بمعزلٍ عن الأميركي في لبنان.
المفارقة هي أنّ كلّاً من ماكرون وعون يستعد للدخول في العام الأخير من ولايته: عون في خريف 2022ن وماكرون قبلَه في ربيع 2022. ولكن، في ذاك الربيع اللبناني موعدٌ (افتراضي) مع الانتخابات النيابية التي قد تؤجَّل إلى ما بعد الخريف ليُتاح لهذا المجلس أن ينتخب الرئيس الجديد… أو يمدِّد له… أو يفعل أي شيء آخر.
المرحلة حافلة بالرهانات على الانتظار. ولكن، مَن يقول «آخ» أولاً؟ ومن ينسَحب عن المسرح قبل الآخر: ماكرون أم عون أم أحد آخر؟